X

تابعونا على فيسبوك

خبيرة في القضايا القارية: المبادرة الملكية "إلتفاتة قوية" تنم عن حرص جلالته على إعلاء قيم التضامن الإفريقي

الثلاثاء 16 يونيو 2020 - 10:00
خبيرة في القضايا القارية: المبادرة الملكية

اعتبرت "ليسل لوو فودران"، الخبيرة الجنوب إفريقية في القضايا القارية، عضو معهد الدراسات الأمنية ببريتوريا، في تصريح لها الإثنين 15 يوني الجاري، أن مبادرة جلالة الملك محمد السادس تقديم مساعدات طبية من أجل مواكبة البلدان الإفريقية الشقيقة في جهودها لمكافحة جائحة "كوفيد-19"، "إلتفاتة قوية" تنم عن حرص جلالته على إعلاء قيم التضامن الإفريقي.

وقالت الخبيرة في القضايا القارية، إن المبادرة الملكية هاته سيكون لها وقع كبير وستعطي دفعة جديدة للتضامن الذي تحتاجه إفريقيا في هذا الظرف العصيب المتسم بتفشي فيروس "كورونا" المستجد. مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تتخذ فيها دولة إفريقية مثل هذه المبادرة على المستوى القاري، مشددة على أن المبادرة الملكية "تعزز دور المغرب في سبيل إعلاء قيم التضامن في إفريقيا". مسجلة أن الأمر يتعلق أيضا برسالة تفيد بأن البلدان الإفريقية المتقدمة بإمكانها مساعدة إفريقيا في جهودها من أجل الإعتماد على الذات.

وبحسب عضو معهد الدراسات الأمنية، فإن المغرب ظل على الدوام في طليعة الدول السباقة للدفاع والنهوض بمصالح إفريقيا، مشددة على أن مستوى التنمية الذي بلغته المملكة، يتيح لها الإضطلاع بدور ريادي على المستوى القاري. مردفة أن المبادرة الملكية تندرج أيضا في إطار السياسة القارية للمغرب، التي يحتل فيها البعد الإنساني مكانة متميزة، مشيرة إلى أن المغرب حريص على إيلاء العنصر البشري أهمية مركزية في أي جهد تنموي سواء على المستوى الوطني أو القاري.

وأضافت فودران، أن المبادرة المغربية الجديدة تمثل نموذجا يحتذى لإطلاق مبادرات مماثلة، وخاصة في سياق مواجهة "كوفيد-19". معتبرة أنه آن الآوان بالنسبة للبلدان الإفريقية، لكي تركز على تطوير قطاع حيوي من قبيل القطاع الصحي، مبرزة أنه يتوجب على بلدان مثل المغرب، الذي راكم خبرة كبيرة وتجربة متميزة، أن توحد جهودها لتحقيق هذا الهدف. لافتة إلى إلى أن "المغرب يضطلع بموقع مهم يتيح له المساهمة في هذا الجهد"، مؤكدة على الطابع "الشامل" للمبادرة الملكية التي تهم 15 بلدا افريقيا، من ضمنهم بلدان تقع في المنطقة الناطقة باللغة الإنجليزية، وهو ما يؤكد "الطابع الإفريقي" لهذه الالتفاتة المغربية. مؤكدة أن وباء "كوفيد-19" أحدث تغييرات في المنظومة الصحية على المستوى العالمي، والمبادرة المغربية "جاءت لإبراز المسار الذي يتعين اتباعه لتعزيز تضامن إفريقي واعد".

وفي سياق متصل، أكد رئيس غينيا بيساو، أومارو سيسوكو إمبالو، أن المساعدة الطبية المغربية الموجهة إلى غينيا-بيساو تعكس "علاقات الصداقة والتضامن المتميزة" مع المغرب، معربا عن شكره لجلالة الملك محمد السادس على هذه المبادرة الهامة.

وأبرز رئيس غينيا بيساو، أن هذه الإلتفاتة الملكية تجسد أيضا "الروابط القوية القائمة بين الشعبين الشقيقين". مضيفا "إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أتوجه لجلالتكم لأشكركم على هذه الهبة الطبية الموجهة إلى شعب غينيا بيساو في هذه الفترة العصيبة للغاية التي انخرط فيها العالم بأسره في محاربة "كوفيد-19"، الذي تكمن أسلحة مواجهته في التدابير الصحية الملائمة، والتباعد الإجتماعي، والوقاية الفردية، والحجر الصحي، ولكن قبل كل شيء التضامن بين الشعوب".

وكان جلالة الملك محمد السادس، قد أعطى تعليماته السامية لإرسال مساعدات طبية إلى 15 بلدا إفريقيا ينتمون إلى جميع جهات القارة، وهي بوركينا فاسو، الكاميرون، جزر القمر، الكونغو، إسواتيني، غينيا، غينيا بيساو، ملاوي، موريتانيا، النيجر، جمهورية الكونغو الديمقراطية، السنغال، تنزانيا، تشاد وزامبيا؛ تتكون من حوالي ثمانية ملايين كمامة، و900 ألف من الأقنعة الواقية، و600 ألف غطاء للرأس، و60 ألف سترة طبية، و30 ألف لتر من المطهرات الكحولية، وكذا 75 ألف علبة من الكلوروكين، و15 ألف علبة من الأزيتروميسين، وتهدف إلى تقديم معدات طبية وقائية من أجل مواكبة البلدان الإفريقية الشقيقة في جهودها لمحاربة جائحة "كوفيد-19".


إقــــرأ المزيد