X

تابعونا على فيسبوك

تحليل مضامين الخطاب الملكي لذكرى المسيرة الخضراء

الثلاثاء 07 نونبر 2023 - 07:44
تحليل مضامين الخطاب الملكي لذكرى المسيرة الخضراء

وجه جلالة الملك محمد السادس، مساء يومه الإثنين 06 نونبر 2023، خطابا ساميا إلى شعبه الوفي بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين لـ"المسيرة الخضراء" المظفرة.

وفي تحليله لمضامين الخطاب الملكي، قال "الشرقاوي الروداني"، الخبير في الدراسات الجيو استراتيجية والأمنية، إن خطاب جلالة الملك بهذه المناسبة يعد "بمثابة إعلان عن رؤية جيوأستراتيجية جديدة من أجل أفريقيا". 

وأكد "الروداني"، أن الخطاب الملكي له حمولة جيو استراتيجية ذات بعد دولي، مضيفا أن جلالة الملك دعا في هذا الخطاب إلى وضع استراتيجية بحرية من أجل اندماج إفريقي في الفضاء الأطلسي. وأشار إلى أن جلالة الملك أبرز الإشكاليات والصعوبات التي تواجه منطقة الساحل. مبرزا أن الخطاب الملكي سلط الضوء على الدور المحوري الذي يمكن أن يضطلع به المغرب لخلق هذا التعاون بين بلدان الساحل حتى تصبح أكثر اندماجا في البعد الأطلسي، ولكي تؤسس لإستراتيجية شاملة للتنمية في كافة أنحاء القارة الأفريقية.

وسجل الخبير الجيو استراتيجي، أن جلالة الملك يقترح حلولا ملائمة ووجيهة لتنمية بلدان غرب أفريقيا والساحل، خاصة مبادرة قادرة على النهوض بهذا الفضاء الذي يعاني من صعوبات ذات بعد أمني، جراء الهجمات الإرهابية التي تستهدف المنطقة. مردفا أن جلالة الملك يدعو رسميا، من خلال هذا الخطاب، المجتمع الدولي إلى الانخراط في مسار التنمية والتفكير الإستراتيجي من أجل اقتصاد سياسي قادر على الإستجابة لحاجيات الساكنة في بلدان الساحل والصحراء وبلدان أفريقيا الأطلسية.

من جهته، أكد المحلل السياسي "عباس الوردي"، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الخطاب الملكي جاء بإشارات مهمة عنوانها تعزيز الشراكة بين المملكة المغربية وضفتيها المتوسطية. موضحا أن صاحب الجلالة تطرق لمسألة النهوض بالإستثمار في الواجهة الأطلسية، سواء من ناحية البحرية والسياحية وكذلك تعزيز القطاع الفلاحي، مع التشبث بنفس الوقت  بالقيم المتعلقة الموروث الجيو السياسي.

وأضاف "الوردي"، أن الملك محمد السادس وجه من خلال هذا الخطاب دعوة شاملة، من أجل إعادة الإعتبار لمنطقة دول الساحل والصحراء، وذلك في إطار إعطاء الضوء الأخضر من قبل جلالته، لوضع مجموعة من المقومات الإقتصادية رهن إشارة دول المنطقة، مع التركيز على العلاقة الاستراتيجية التي تربط المغرب بعمقها الأفريقي. وأشار إلى أن هذا الخطاب شيد من خلاله جلالة الملك جسرا منيعا قوامه عمق العلاقات بين المغرب وصحرائه، مع التأكيد على أن هناك إشارة مباشرة للعلاقات بين المغرب وأوروبا، بالإضافة إلة الواجهة الأطلسية التي وجب أن تخدم هذا القسم التنموي الإقليمي القاري.

وتابع المحلل السياسي، أن جلالة الملك دعا إلى الإستفادة من الخيرات الطبيعية للصحراء المغربية، سواء على مستوى عمق البحر عبر التنقيب عنها، بالإضافة إلى ضرورة تشجيع السياحة وكذا النهوض بالأنشطة الطاقية، مع تطوير الصيد البحري في الأقاليم الجنوبية. مشددا على أن الخطاب الحالي يعتبر درسا من الدروس الملكية، يجب على جميع الفعاليات المجتمعية أخذه بعين الإعتبار سواء "حكومة، برلمان، أحزاب سياسية، وغيرها".

أما الأكاديمي "هيرنان أولانو"، العميد السابق لجامعة أونيكوك الكولومبية، فقال "من كولومبيا، ننظر باعتزاز كيف يطرح صاحب الجلالة الملك محمد السادس رؤية الإندماج العابر للقارات، من خلال البحث عن مساحة مشتركة بين ضفتي المحيط الأطلسي، حيث يرغب جلالته في تحويل علاقات الجوار إلى فضاء للتواصل الإنساني والتكامل الإقتصادي والاشعاع الدولي". 

وشدد الأكاديمي الكوملومبي، على أن "كولومبيا اعتبرت المغرب دائما بوابتها نحو القارة الأفريقية، وكذلك يتعين علينا أن نعتبر أننا يجب أن نكون المستفيدين من التنمية في مجالات الصناعة والسيارات والطاقة والخدمات التي تقودها المملكة المغربية". مشيرا إلى أن المملكة تتبوأ "الريادة في القارة الأفريقية بالنظر لمكانتها الجيوستراتيجية المشابهة لمكانة كولومبيا" والتي تسمح للبلدين بالعمل من خلال نسج التحالفات والمشاريع الخدماتية العملاقة من أجل الأستفادة من إمكانات الدول الواقعة على الساحلين الشرقي والغربي للمحيط الأطلسي.


إقــــرأ المزيد