X

تابعونا على فيسبوك

الحلقة 3: "من ثنايا الذاكرة : توجيهات وتوجهات المنظومة التعليمية" محمد يوسفي مالكي ( المنظومة قبل الحماية )

الثلاثاء 13 فبراير 2018 - 23:00
الحلقة 3:

 تطرق الدكتور محمد يوسفي مالكي  في هذه الحلقة إلى المنظومة التربوية قبل الحماية، حيث أكد أنها كانت تتم في الكتاتيب القرآنية والمساجد وفي حوانيت بيع الكتب وفي دور الملوك والميسورين.. وهذه كانت تؤوي الأطفال بدون تحديد لسن في البوادي والحواضر، إلا أنها في الحواضر كانت تبني الكتاتيب بجانب المسجد، حيث يقرأ التلاميذ في الكتاب أيام البرد، ويخرجون إلى المساجد أيام الصيف، ويقضون الصلوات فيها. وكانت تبنى بصفة خاصة الأولى وهي دكانة خاصة بالفقيه ليشرئب ما يجري في المسجد وكان بجانبه الأيمن دكانة خاصة لا يجلس فيها إلا المحظوظون من التلاميذ.

وأفاد الدكتور يوسفي أنه أمام الفقيه ساحة يجلس فيها الجميع، وكان مايتعلمه التلاميذ في الأول هو القراءة والكتابة وتتم على الألواح، وكان الآباء والأمهات خلال فترة ماقبل الحماية يهتمون كثيرا بتعليم أبنائهم، فكان الميسورون منهم يقيمون حفلات إذا ما وصل ابنهم إلى الربع الأول من القرآن تم إلى النصف تم إلى الثلاثة أرباع تم إلى الختمة الكاملة، قبل أن يضيف أن الختمة الكاملة هي المرور على الكتاب ثلاث إلى أربع مرات ليتمكن الطالب من الحفظ، وإذا ما أتم الطالب هذه المرحلة فيجب أن يكتسب موادا أخرى، وهي المتعلقة بالحديث والفقه والنحو والبلاغة، وهذا شيء لا يتم إلا في القرويين أو المعاهد المماثلة لها.

ومن جهة أخرى، أوضح يوسفي أن الفقيه يتقاضى أجرا شهريا على ما يقوم به، ويتقاضى تبرعات من الأسر في المناسبات، ومن مميزاتها أن الفقيه يعلم التلاميذ قراءة جماعية يلقونها في مناسبة الأفراح والمسرات، وكذلك في مناسبات العزاء، تم إن أيام العطل كانت تتزامن مع أيام السوق.

وكيفما كان الحال، يضيف المتحدث، فإنه يشترط في الفقيه أن يكون حافظا للقرآن وأن يكون قدوة في الأخلاق وأن يكون صحيح الجسم، وأن يعلم الأبناء ويكون كذلك من الذين يحترمهم أهل البلد وأهل الدوار لأنه هو القدوة في تعليمهم وتوجيههم إلى نهاية الحفظ أو نهاية الحصول على المواد المعروفة.


إقــــرأ المزيد