X

تابعونا على فيسبوك

"محمد الأشعري".. وزير الثقافة السابق الذي تنبأ بزوال "الوردة" من المشهد السياسي

الأربعاء 18 شتنبر 2019 - 15:32

فهد صديق

بعبقريته وفصاحة لسانه استطاع الشاعر والروائي والسياسي المغربي "محمد الأشعري"، الذي تولى رئاسة "اتحاد كتاب المغرب" منذ العام 1989، وتحمل مسؤوليات حزبية ونيابية وحكومية عدة، منها تعيينه من طرف الملك الراحل الحسن الثاني، وزيرا للثقافة في حكومة "التناوب" بقيادة عبد الرحمن اليوسفي في مارس 1998، وجدد له نجله الملك محمد السادس، نفس الحقيبة الوزارية وأضيفت له الإتصال، قبل أن يعينه جلالته كذلك في ذات المنصب بحكومة إدريس جطو عام 2012، والتي أكد أن مشاركته فيها كان خطأ، وبرر بأنه لم يكن يملك القرار ليعارض أن يصبح وزيرا، ولم تكن لديه الشجاعة الكافية حتى يرفض وزارة الثقافة؛ أن يوسع تربته الإبداعية في الأدب المغربي، فينتقل من الشعر الذي تبرعم فيه في السبعينات وصعدا، إلى الرواية التي يرسخ فيها قلمه اليوم، بعد غارات خاطفة في العقد الموالي، بين القصة القصيرة، والكتابة الصحافية الحاذقة، ليختار أخيرا الإنعكاف على مشروعه الأدبي والشعري وإسهاماته البارزة في المشهد الثقافي في المغرب وعلى الصعيد العربي عامة.

وعن خوضه غمار الثقافة والسياسة معا، وإذا ما كان هناك صراع داخلي بينهما، يقول الأشعري: "لم أعش هذا الصراع، ولم أدخل مجال السياسة بطريقة احترافية، اقتربت من العالم السياسي من خلال مسار عشته في الحركة التقدمية في مواجهة الإستبداد، ولست نادما على مسئوليتي، وبقيت وفيا لأفكاري وذاتي وقيمي. الثقافة يجب أن تظل على مسافة مع الإكراهات السياسية المباشرة، الثقافة لها أسئلتها الخاصة ومنهجيتها ورؤيتها، فإذا كانت السياسة فن الممكن، فإن الثقاقة هي فن المستحيل، وأعتقد أن المجتمعات التي استطاعت أن تنجز قاعدة ثقافية أساسية ومستديمة، استطاعت أن تضمن للصوت الثقافي استقلالية كبيرة عن المجال السياسي، وأن تكسر الإرادة الدائمة للسياسة في أن تكون موجهة  للثقافي".

بيوغرافيا

ولد محمد الأشعري عام 1951، في مولاي إدريس زرهون تلقى دراسته الإبتدائية بها، وأكمل الثانوية في مدينة مكناس، انتقل بعدها إلى الرباط للدراسة في كلية الحقوق وتخرج فيها عام 1975، دخل عالم النشر عام 1967 بنصه القصصي "في انتظار موت الأب" في جريدة حزب الإستقلال "العلم"، وأصدر دواوين شعرية منها "صهيل الخيل الجريحة" عام 1978، ثم ناضل في صفوف حزب "الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية"، وتدرج فيه حتى نال عضوية المكتب السياسي، وتعرض للإعتقال عام 1981، كما ألف مجموعة قصصية بعنوان "يوم صعب" عام 1990، ورواية "جنوب الروح" عام 1996، ورواية "القوس والفراشة" التي تقاسمت مع رواية "طوق الحمام" (للسعودية رجاء عالم) جائزة البوكر العربية للرواية لعام 2011.

وبعد انتخاب إدريس لشكر، كاتبا أول لحزب "الإتحاد الإشتراكي" أواخر عام 2012، صرح الأشعري بأنه "غسل يديه على الإتحاد الإشتراكي" وأن الحزب انتهى ولم يعد موجودا، ولا يمكنه أخلاقيا وسياسيا الإستمرار فيه، محملا الأمين العام السابق عبد الواحد الراضي، مسؤولية الأزمة التي عرفها الحزب.

 


إقــــرأ المزيد

تابعونا على فيسبوك