X

تابعونا على فيسبوك

ما رأيكم.. هل تقنية "الـVAR" ثورة في عالم الساحرة المستديرة أم أضحت أداة تفسد المتعة؟

الأربعاء 12 يونيو 2019 - 16:02
ما رأيكم.. هل تقنية

أضحت تقنية حكم الفيديو المساعد "VAR"، الأكثر جدلا في عالم الساحرة المستديرة، منذ تطبيقها الرسمي لأول مرة بكأس العالم في روسيا 2018، الذي شهد 455 حالة راجعها الفار منها 20 حالة راجعها الحكام من خلال الشاشة في الملعب أثناء المباريات.

وانضم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى الإتحادات التي ستطبق تقنية حكم الفيديو المساعد، حيث تم تطبيقها في دوري الأبطال.

ورغم إدراج التقنية الجديدة في قانون كرة القدم عام 2018 فقط، فإن التفكير فيها بدأ عام 2009 وبالتحديد بعد مباراة مصر والبرازيل التي جرت يوم 15 يونيو في افتتاح مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس القارات بجنوب أفريقيا.

وكان منتخب الفراعنة "قاب قوسين" من إنهاء المباراة بالتعادل 3-3، ولكن الدقيقة الأخيرة حملت مفاجأة غير سارة عندما تصدى أحمد المحمدي لتصويبة كاكا بيده لكن الحكم الإنجليزي هاورد ويب لم يرها، ورأى الحكم الرابع الإعادة على شاشة العرض بالملعب فأبلغ الحكم بالمخالفة ليحتسب ركلة جزاء ويطرد المحمدي وتفوز البرازيل 4-3 بقدم كاكا أيضا.

الحكم الإنجليزي لحظة احتسابه ركلة الجزاء للبرازيل التي بدأت تلفت النظر إلى أهمية الفيديو،
ولفتت هذه الحالة الفريدة نظر لجنة الحكام بالاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) فبدؤوا يفكرون في استخدام إعادات الفيديو، واختمرت الفكرة في أذهانهم عندما تفشت الأخطاء القاتلة من الحكام خلال مونديال جنوب أفريقيا 2010.

وبعد انتهاء المونديال أقيلت لجنة الحكام بالـFIFA وعينت لجنة وإدارة جديدة يديرها السويسري "ماسيمو بوساكا" الذي كان أحد الحكام المتهمين بالوقوع في الأخطاء خلال البطولة وجرى ترحيله لهذا السبب.

ولجأ الـFIFA إلى تقنية الـVAR بعد تجارب عدة لاستخدام تقنيات أخرى مثل تقنية تكنولوجيا خط المرمى والكرة الذكية، اللتان لم تقنعا الفرق والقائمين على تشريع قانون الكرة.

وتجددت المطالب باستخدام الفيديو لمساعدة الحكام، بعد مونديال البرازيل 2014، حتى استجاب الفيفا وطبق الفار لأول مرة (بعد تجارب غير رسمية) في سنة 2017 بكأس العالم للشباب وكأس القارات بروسيا.

وتعتبر تقنية الفيديو المساعد  من الأمور التي تم إستحداثها من أجل مساعدة الحكام لإتخاذ القرارات الصحيحة والعودة إليها في الحالات التي تكون مثار جدل لكن الفترة الأخيرة حملت سؤالا شائكا وهو هل تقنية "الـVAR" ثورة في عالم كرة القدم أم أضحت أداة تفسد المتعة؟

وغير بعيد عن البطولات الكروية السابقة، فرض هذا السؤال نفسه بصورة كبيرة لدى الشارع الكروي في المغرب بعد الأحداث المثيرة للجدل التي حدثت والتي عرفها نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الوداد والترجي على الملعب الأولمبي في "رادس" والتي كانت تقنية الفيديو بطلة تلك الموقعة بجدارة وطرحت سؤالا عريضا حول مدى الإستفادة التي حققتها الكرة المغربية من تلك التقنية.

وأجمع الشارع الرياضي في المغرب أن كرة القدم المغربية ذهبت ضحية كبيرة لتقنية الفيديو المساعد ولم يستفد منها المنتخب أو الأندية في عديد المناسبات الماضية.

وكان المنتخب المغربي قد واجه نظيره البرتغالي في الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس العالم روسيا 2018 حيث خسر وقتها "أسود الأطلس" بهدف مقابل لا شيء سجله الدون "كريستيانو رونالدو" في المباراة التي شهدت وجود أخطاء تحكيمية بالجملة لم تغفل عنها الجماهير المغربية حيث حولت تلك الأخطاء مجرى ومسار المباراة المصيرية ضد أبطال أوروبا 2016.

ورفض الأمريكي "Mark Geiger" حكم المباراة وقتها العودة إلى تقنية الفيديو من أجل الحسم والإتخاذ القرار النهائي في اللقطة التي لمست الكرة يد المدافع "بيبي" على الرغم من أن الإعادات التلفزيونية أثبتت ذلك ولم يهتم بالإعتراضات التي قام بها أعضاء الجهاز الفني والإداري ولاعبي المنتخب المغربي.

وتواصلت "نقمة" تقنية الفيديو على الأندية المغربية في بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم وكان الوداد المتضرر الأكبر في مباراتي الذهاب والإياب ضد الترجي التونسي، وقبله لن ينسى المغاربة نهضة بركان في نهائي كأس الكونفدرالية.

ورغم كل هذا، تسعى الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف)، في أول تجربة قارية لها، إلى تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد "فار" خلال الأدوار النهائية لبطولة كأس أمم إفريقيا 2019 التي تستضيفها مصر من 21 يونيو الجاري إلى 19 يوليوز القادم.

ويأتي قرار الـCAF اعتماد هذه التقنية المثيرة للجدل في بطولاته، ومنها النسخة الـ32 لأمم إفريقيا التي تعرف مشاركة 24 منتخبا للمرة الأولى.

وأكد الإتحاد الإفريقي للعبة، أن هذه التقنية الجديدة ستوفر "شفافية" و"تكافؤ الفرص"، وتفادي وقوع الحكام في أخطاء قاتلة كثيرا ما غيّرت مجرى ونتائج المباريات وكانت ضحيتها منتخبات وطنية وأندية محلية.

ونشير في الأخير إلى  أن، تقنية الـVAR هي تقنية جديدة في عالم كرة القدم، ولها تأثير مباشر على اللعبة، وبرغم اعتمادها بشكل رسمي وإستيفائها لكافة الشروط، إلا أن الأخطاء التحكيمية في كرة القدم ستظل "حاضرة بقوة"، وبسبب السوابق الكبيرة التي حدثت مع هذه التقنية وشهدتها مباريات الكرة المغربية لم يعد الشارع الكروي يطيق أن يرى أو يسمع تلك الكلمة.


إقــــرأ المزيد