X

تابعونا على فيسبوك

مؤسسة التجاري وفا بنك تناقش الحالة النفسية للمغاربة في زمن الحجر

الأربعاء 03 يونيو 2020 - 18:25

في إطار سلسة ندواتها "تبادل من أجل فهم أفضل" الخاصة بجائحة كوفيد-19، قامت مؤسسة الرعاية التجاري وفابنك ، مؤخرا، ببث ندوتها الرقمية الرابعة عبر قناة التجاري وفا بنك على اليوتوب، وذلك حول موضوع: "كوفيد -19 : نفسية المغاربة في زمن الحجر الصحي".

وضمت هذه الندوة الدكتور "هاشم طيال"، طبيب ومحلل نفساني ونادية الشرقاوي، خبيرة في الطب النفسي السريري والصحفي والمدون مرتضى كلامي.

وخلال هذه الندوة التي أشرفت على تنشيطها الصحفية حنان حراث، ناقش المتدخلون العوامل التي جعلت من اندلاع جائحة كوفيد 19 مصدرا للقلق والتوتر والفزع، خلافا للأمراض المزمنة الأخرى التي تسجل معدل وفيات أكثر ارتفاعا، كأمراض القلب والشرايين ( 5 مليون وفاة في السنة) والأمراض الرئوية ( 7 مليون وفاة في السنة).

وفي هذا الصدد، تحدث الدكتور طيال قائلا :"نظرتنا للعالم تعتريها نزعة ذاتية، فيشكل هذا التمثيل إطارا مرجعيا. خلافا للأمراض المزمنة التي نعي أسبابها، كان كوفيد-19 مجهولا بالنسبة لنا وخوفنا من الموت الوشيك كان مرتبطا بجهلنا الكثير عن الفيروس. "

لهذا الغرض، أسفرت هذه الوضعية غير المسبوقة عن سلسلة من ردود الأفعال الدفاعية، على غرار الموجة الساخرة التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي أو مبادرات التضامن التلقائية وشبه العامة. وأشار السيد كلامي في نفس السياق إلى أن "هذا الفيروس قوى شعورنا بعدم القدرة وأجبرنا على إدراك ما معنى الموت الوشيك. كما ضاعفت وسائل الإعلام هذه الحالة من التوتر عبر بث متواصل لصور المقابر الجماعية التي يوارى فيها جثامين ضحايا كوفيد -19  وحرمان أهاليهم من حضور مراسيم الدفن". كما أن الصور الواردة من الدول الأقوى في العالم كالولايات المتحدة الأمريكية أو الصين زادت من أحاسيس الضعف والخوف عبر العالم.

في هذا السياق، تم اعتبار الحجر العام كتعليمات عليا، أو أوامر تختبر ردود فعلنا الدفاعية. كما تفاقم الشعور بالوحدة بفعل العزل  وتأثرت قدرتنا على التواصل بأقربائنا. علاوة على ذلك، تعمم الإحساس العام بالهشاشة المهنية جراء مخاطر انهيار النسيج الاقتصادي على إثر توقف نشاط أغلب القطاعات. وذلك ما نجم عنه ردود فعل دفاعية كالتوتر أو الارتباك. وعقبت السيدة الشرقاوي قائلة :"لازلنا في مرحلة المعاينة ولا ندري ما هي جميع التأثيرات التي ستتركها هذه الظرفية على نفسية كل واحد منا. وتبقى العديد من الأسئلة معلقة لاسيما تلك المتعلقة بالحداد بالنسبة لأسر الضحايا ".

وعلى الصعيد العائلي، حفز الحجر كل فرد من أفراد العائلة على القيام بترتيبات جديدة أملاها قرب غير معتاد. مما طرح زمنيا مشكل التوازن النفسي لأن كل واحد منا توجب عليه تعبئة طاقات إضافية للتأقلم مع التواجد الدائم لأفراد العائلة الآخرين. ولتحقيق التعايش، استوجب على الأسرة اعتماد توازن جديد بين الأزواج وفي العلاقة بين الوالدين والأبناء.

 وفي هذا الإطار، قال الدكتور طيال :"نتمتع جميعا بقدرة على التكيف ويكفي بذل جهد شخصي من أجل تحقيق هذا التوازن ضمن الخلية الأسرية.   ".

ومن جهتهم، عاش المراهقون الحجر الصحي بألم كبير بفعل احتياجاتهم الخاصة لتبادل الحوار مع أقرانهم. وأضافت السيدة الشرقاوي في هذا الصدد، قائلة :"عبر العديد من المراهقين من خلال منصات المواكبة والدعم النفسي على خشيتهم وخوفهم من مظاهر الموت السائدة في الخارج". وتجدر الإشارة إلى تصاعد وتيرة العنف ضد النساء التي بلغ عددهن ستة ملايين في وضعية هشة. وضمن العائلة، سيتصرف كل فرد منها بشكل مختلف حيال العنف النفسي الناجم عن كوفيد- 19 ونقل معاناته للأفراد الآخرين.

ما هو الأثر الذي ستخلفه هذه الجائحة على الصعيد النفسي ؟ "إن أي تغير في العقليات يتم على الأمد الطويل. لكن من الممكن أن نبدأ في تفضيل الشخص على المظهر وأن نعطي الوقت الكافي للاعتناء بالذات. بيد أنه نلاحظ في الدول التي بدأت تخرج من الحجر الصحي رجوعا لعاداتنا القديمة، بالنظر للطوابير الطويلة أمام أبواب المحلات  التجارية".

وقد خلص المتدخلون قائلين :"ومهما كان الأمر، فإن تغير هذه القضية سيرتبط باكتشاف لقاح من عدمه خلال الأشهر المقبلة. فإذا تم الشروع في تلقيح ضد كوفيد-19 ، سنعاين من الأرجح عودة للتصرفات السابقة. وإلا سنكون مضطرين لإعادة النظر في أسلوب حياتنا وأولوياتنا بشكل أعمق".

وعلى هامش هذا النقاش الشيق، علق المتدخلون على الرسوم المنجزة من طرف الشباب المستفيدين من برنامج "أكاديمية الفنون " لمؤسسة الرعاية التجاري وفا بنك الذين شاركوا في مسابقة #إبداع من دارك للتعبير عن إدراكهم لأزمة كوفيد–19.

ومن خلال هذا الشكل الجديد من الندوات ومختلف مبادراتها المواطنة، تؤكد مؤسسة الرعاية التجاري وفابنك مجددا إرادتها لتحفيز القرب من كافة شركائها، مع دعم نقاش هادف حول قضايا الساعة التي تهم مستقبل بلادنا.


إقــــرأ المزيد

تابعونا على فيسبوك