لماذا لم يساند أخنوش غلالو وتركها عرضة لبني حزبها؟

الجيلالي الطويل

فرح عدد من المستشارين بجماعة الرباط، سواء المصطفين بالأغلبية أوالمعارضة بوضع أسماء اغلالو عمدة المدينة لاستقالتها لدا مكتب والي الجهة محمد اليعقوبي، مستبشرين خيرا بأن القادم الذي سيعوضها سيكون أفضل، حيث إنه ممكن أن يكون طيعا ليّنا بين أيديهم يستطيعون تشكيله كيفما أرادوا ومتى شاؤوا.

وفي هذا الصدد، طرح عدد من المهتمين بشأن المحلي للعاصمة الإدراية للمملكة، تساؤلات من قبيل: لماذا "تنكر" أخنوش لأسماء غلالو عمدة المدينة التي تتلون بلون حزب "الحمامة"، وتركها عرضة لأغلبيتها التي أسقطتها بطريقة أقل ما يقال عنها أنها كانت تحمل ضغائن ودسائس خبيثة؟.

وفي محاولة للإجابة على هذا السؤال الجوهري، أوضحوا أن الاغلبية التي أطاحت باغلالو تحت ذريعة صرفها مليار سنتيم كمنحة لمساعدة ضحايا زلزال الحوز والأقاليم الاخرى المتضررة دون الرجوع إلى المجلس، لم تكن سوى المصيدة والمكيدة التي جيشت بها هذه الأغلبية حتى فرق المعارضة ليتفق الجميع على المطالبة برأس العمدة.

وأشاروا إلى الأسباب الحقيقية والخفية عن كثير من المتتبعين لشأن المجلس الجماعي لمدينة الرباط، والتي كانت سببا في "إرغام" أسماء اغلالو، على تقديم الاستقالة، هي انها فجرت ملفات فساد لم يجرؤ من سير الجماعة قبلها على الاقتراب منها.

وكشفوا أن من بين الملفات التي فجرتها، كان ملف "الموظفون الأشباح" الذين يتقاضون أجورهم من خزينة الدولة دون القيام بأية مهمة، بل وأن منهم من لم يلج مقر عمله ولا يعرف أي قسم ينتمي إليه.

وبخصوص الملف الثاني الذي فجرته اغلالو، يتمثل في صفقات النظافة (الأزبال)، حيث فضحت الريع والتسيب وعدم المراقبة وفي بعض الأحيان التواطؤ بين بعض الأطراف في المجلس وشركات النظافة التي كانت تستفيد من أموال الجماعة بدون موجب حق.

وكانت اغلالو قد وقفت على اختلالات في بخصوص شركة النظافة، حيث إن تقريرا للجنة استطلاعية للمجلس كشف مجموعة من الخروقات، ما أدى بالعمدة إلى تطبيق القانون، الشئ الذي مكنها من توفير أكثر من مليار سنتيم لخزينة الدولة، فما كان منها إلا أن منحت مليار سنتيم من هذا المبلغ الذي وفرته للخزينة بعدما كان يذهب هباء بسبب الفساد.

وجدير بالذكر أن حزب التجمع الوطني للأحرار لازال متشبثا بعمودية الرباط حسب ما أكدت مجموعة من المصادر من داخل "الحمامة"، حيث إنه يتم تحضير خلفا لاغلالو، لم يعرف لحد الساعة من هو أو هي، لكن الأكيد أن الاحرار لن يتنازل لغيره عن هذه المسؤولية.