X

تابعونا على فيسبوك

"كوب 26".. جلالة الملك يدعو إلى التزام أكثر إنصافا اتجاه فئة واسعة من البشرية

الثلاثاء 02 نونبر 2021 - 07:40

وجه جلالة الملك محمد السادس، خطابا إلى المشاركين في الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 26"، التي افتتحت أشغالها يومه الإثنين فاتح نونبر الجاري، بغلاسغو في اسكتلندا، تلاه رئيس الحكومة "عزيز أخنوش".

وقال جلالة الملك، إنه مع تواتر تقارير خبراء المناخ، يتأكد للجميع أن التوقعات الأكثر قتامة أصبحت واقعا مريرا، يضع البشرية أمام خيارين: إما الاستسلام للتقاعس المدمر للذات، أو الإنخراط بصدق وعزيمة في إجراءات عملية وسريعة، قادرة على إحداث تغيير حقيقي في المسار الحالي الذي أثبت عدم فعاليته. مؤكدا أن الإستجابة العالمية لتهديد وباء "كوفيد-19" كشفت عن مقومات كانت توصف بغير المتاحة لدعم مكافحة التغيرات المناخية. حيث تمكنت مجموعة من الدول التي تقع على عاتقها المسؤولية التاريخية والأخلاقية على تدهور الوضع البيئي الحالي، من تخصيص موارد تمويلية هائلة. كما أبانت أن تخفيف أنشطتها المضرة بالمناخ والبيئة ممكن، دون أن يكون لذلك نتائج لا يمكن تحملها.

وأضاف جلالته، الأكيد أننا في حاجة ملحة لإرادة سياسية حقيقية، وإلتزام أكثر انصافا تجاه فئة واسعة من البشرية، تتحمل تبعات نظام اقتصادي عالمي لا تستفيد بشكل عادل من منافعه. فضعف التمويل والدعم التكنولوجي، بالنظر للضرر المناخي الذي تتحمله أفريقيا، هو تجسيد صارخ لقصور المنظومة الدولية الحالية. وانطلاقا من هذه القناعة الراسخة، يعزز المغرب التزامه متعدد الأبعاد بقضايا المناخ، من خلال رفع طموح مساهمته المحددة وطنيا لتخفيض غازات الإحتباس الحراري بنسبة 45.5 في المائة بحلول عام 2030، وذلك ضمن استراتيجية متكاملة لتنمية منخفضة الكربون في أفق 2050، تهدف إلى الإنتقال إلى اقتصاد أخضر ينسجم مع أهداف الإستدامة، وتعزيز قدرة الصمود والتكيف وحماية البيئة، التي يقوم عليها النموذج التنموي الجديد للمملكة.

وتابع الخطاب الملكي، أنه وبنفس العزم، يعزز المغرب انخراطه، إلى جانب البلدان الأفريقية الشقيقة، لمواجهة التداعيات المدمرة للتغيرات المناخية، من خلال المبادرات التي أطلقها لتكيف الزراعة والأمن والإستقرار والولوج إلى الطاقة المستدامة، وكذا اللجان المناخية الأفريقية الثلاث، التي انبثقت عن "قمة العمل الأفريقية" المنعقدة في نونبر 2016 بمراكش. لقد أصبحت التغييرات الواجب اتخاذها، للحد من استفحال تداعيات أزمة المناخ معروفة، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل مترددا؛ بل يجب المضي قدما لتفعيل حلول ملموسة بأجندة تنفيذ محددة، مدعومة بإرادة سياسية قوية لتغيير المسار المقلق الذي يتجه إليه العالم.

وخلص جلالة الملك، إلى الدعوة إلى صحوة الضمير العالمي، وإلى الإلتزام الجماعي والمسؤول، لمواجهة التغيرات المناخية، من أجل مستقبل أفضل للبشرية جمعاء. 

وفي تصريح للصحافة، قال رئيس الحكومة "عزيز أخنوش"، إن الخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في الدورة الـ26 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 26"، يؤكد على مسؤولية قادة العالم تجاه الإنسانية.

وشدد "أخنوش"، على أنه لضمان النجاح في هذه المعركة تبرز ضرورة انخراط سياسي واضح، مسجلا أن هذا الأمر ينطبق على المملكة التي أطلقت العديد من البرامج في مجالات الطاقة والزراعة والمياه. ولفت إلى أن هذه المشاريع، التي تحظى بالرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، تجعل من المملكة رائدة في قضايا المناخ. 

ويمثل المغرب في هذا الإجتماع العالمي، الذي يطمح إلى تعزيز العمل الجماعي لتحقيق الحياد الكربوني سنة 2050، وحصر الإحترار المناخي بـ1.5 درجة مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. كما يتوخى تعبئة الإعتمادات الضرورية لضمان الإنتقال الطاقي في كافة بقاع المعمور؛ وفد يقوده رئيس الحكومة "عزيز أخنوش"، ويضم، بالخصوص، "محمد صديقي"، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، و"ليلى بنعلي"، وزيرة الإنتقال الطاقي والتنمية المستدامة.


إقــــرأ المزيد