عصيد: "رغم الجحود بالوطن فإحراق العلم المغربي ليس نضالا شريفا"
في تعليقه على الواقعة التي حدثت يوم السبت الماضي بالعاصمة الفرنسية باريس وهزت مشاعر المغاربة في جميع أنحاء العالم، اعتبر الكاتب والناشط الأمازيغي، أحمد عصيد، أن "إحراق العلم الوطني ليس نضالا شريفا، ولكن أسبابه داخلية".
وقال عصيد، في تدوينة له على صفحته الخاصة بموقع "فيسبوك": "بعض الشباب المغربي المتواجد خارج الوطن قد عزم على عدم العودة إلى المغرب، أي على الهجرة النهائية و"قطع العلاقات" الودية مع البلد الأصلي. نتفهم بأن وراء هذا الموقف الراديكالي توجد عوامل أولها طبيعة النسق السياسي، الذي ينفر الناس من بلدهم ويخلق لديهم نوعا من "الكفر" بالوطن، كما يغتال لديهم كل شعور وطني بالإنتماء والحنين إلى الأرض التي أنجبتهم، وهو موقف يحدث عندما يشعر هؤلاء الشباب بأنهم لا يملكون شيئا في وطنهم، وأن كل شيء مستحوذ عليه من طرف قلة من المستفيدين المهيمنين المستبدين، الذين يرفضون أي إصلاح ويعتبرونه خطرا عليهم، ويعرضون كل محاولات النهوض للإفشال والإجهاض التام، ويجعلون من الحياة السياسية ملهاة مثيرة للقرف والشفقة".
وأضاف الناشط الأمازيغي: "كما نتفهم أن من أسباب القطيعة بين هؤلاء ووطنهم المغرب ما آلت إليه وضعية المجتمع المغربي من ترد وانحطاط قيمي، حيث صار نموذجا للغش والفساد والخداع والعبودية الإرادية وإهانة الكرامة الإنسانية، وهي نتيجة حتمية للسياسات المعتمدة منذ عقود في التعليم ووسائل الإعلام الرسمية، وكذا لتأثير التيار التقليدي السائد في المجتمع، والذي عملت السلطة على تغذيته وإعداد الأرضية له ضدا على قيم المواطنة والوعي الديمقراطي". مشيرا إلى أن "كل هذا واضح للعيان ويشكل جوهر الهم الذي يحمله الديمقراطيون المغاربة، لكن لا ينبغي أن يؤدي بنا إلى الجحود التام، واليأس المطلق، والعدمية المتناهية، لأن الوطن ليس هو السلطة، والأرض ليست هي النظام السياسي، والحضارة ليست هي السياسات الفاشلة، والقيم ليست هي الأعطاب وأعراض التخلف ومظاهره".
وزاد المتحدث ذاته: "إن فساد السلطة لا يزول بهدم الدولة، كما أن القيم النبيلة لا تتحقق بالتنكر للشعور الوطني بالانتماء، لأنه في البلدان الناجحة يعد من ركائز النهضة الأساسية، ولولاه لما خرجت سنغافورة ورواندا وإثيوبيا من أزمتها، ولما استطاعت أن تتغلب على عقبات التأخر التاريخي التي كانت تواجهها".
واعتبر أن "الحل الرئيسي لمواجهة موجة اليأس والإحباط سواء لدى شباب الداخل أو الخارج هو بعث الأمل عبر إصلاح حقيقي، وهذا الإصلاح يبدأ بإنهاء منطق السلطوية وتغيير أسس السياسة التربوية والإعلامية بإقامتها على مبدأ الحرية وخدمة المواطن، وقطع دابر الفساد وإصلاح الإدارة واحترام مبدأ تكافؤ الفرص، وإنهاء الفوارق الاجتماعية الفاحشة، واحترام كل مكونات البلد الهوياتية والثقافية واللغوية وإقرار المساواة التامة بين الجنسين، وهي التدابير التي ستمكن من إرساء نموذج تنموي وطني مع توفير جميع وسائل نجاحه وأولها الإرادة السياسة الرشيدة والحكيمة".
وختم بالقول: "غير أن هذا كله من ضروب المستحيل في ظل وجود مراكز النفوذ الحالية في الدولة، والتي تعتبر كل إصلاح ديمقراطي تهديدا لمصالحها. من أجل الوصول إلى هذه الأهداف السامية لا بد من تيار مجتمعي تواق إلى التحرر، لأن التغيير لا ينزل من السماء كالمطر، وإنما ينبع من الأرض ومن دينامية المجتمع، فلمواجهة أخلاق العبودية الإرادية لابد من شعور وطني مواطن، ومن وعي ديمقراطي شعبي تؤطره القوى الديمقراطية الحية، التي عليها لم جهودها، حتى تتمكن من المساهمة في تغيير موازين القوى الحالية التي ليست في صالح الانتقال نحو الديمقراطية".
يذكر أن مجلس الجالية المغربية بالخارج، كان قد ندد بقيام بعض الأشخاص بحرق العلم الوطني في مظاهرة بباريس، معتبرا "هذا العمل الصبياني الجبان مسا خطيرا بأحد رموز السيادة الوطنية وخدشا لكرامة المواطنين المغاربة داخل الوطن وخارجه".
وفي السياق ذاته، أوضح أن أمينه العام عبد الله بوصوف، إذ يؤكد "على أن تدنيس العلم الوطني هو عمل إجرامي لا علاقة له بحرية التعبير عن الرأي، فإنه يشدد على أن هذا السلوك الهمجي يسيء لأجيال من المغاربة والمغربيات من شمال المغرب إلى جنوبه الذين قدموا تضحيات جسام من أجل استقلال المغرب ووحدة أراضيه ونمائه وتقدمه".
إقــــرأ المزيد
- 19:30 لأول مرة.. سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون
- 19:15 بـ 1,92 مليار درهم.. المغرب ينشئ نفقا لاستقبال "TGV" الجديد بالرباط
- 19:00 "عبد الجليل" يبشر الراسبين في "البيريمي"
- 18:30 الحكومة تكشف حصيلة تعويض أصحاب المآوي السياحية المتضررة من زلزال الحوز
- 18:00 وصول عربات "ترامواي" جديدة إلى البيضاء
- 17:30 القوات المساعدة تعزز أسطولها بـ 88 عربة عسكرية أمريكية
- 17:08 الحكومة تصادق على مشروع مرسوم إحداث المقاولات إلكترونيا
- 17:00 تقرير أممي: مليار وجبة تهدر يوميا في أنحاء العالم
- 16:45 اتفاقية شراكة وتعاون لجمع البيانات حول الأسر على المستوى الترابي
- 16:30 تركيا.. مؤشر الثقة الاقتصادية يرتفع 1٪ خلال مارس
- 16:15 إسبانيا تحبط تهريب 4 أطنان من المخدرات قادمة من المغرب
- 16:00 مكتب السكك الحديدية يطرح طلب عروض لإنشاء خط سكك حديدية فائق السرعة
- 15:53 أمطار رعدية قوية من الجمعة إلى الأحد بعدد من مناطق المملكة
- 15:40 أمير المؤمنين يترأس الدرس الرابع من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية
- 15:30 حجز سيارة محملة بالمخدرات ضواحي برشيد
- 15:16 "الكاف" يعلن موعد نهائي دوري الأبطال والكونفدرالية
- 15:00 للمرة الأولى في تاريخها .. أسعار الكاكاو تتجاوز 10 آلاف دولار للطن
- 14:43 نقابي يؤكد التجاوب الإيجابي للحكومة مع مطالب الطبقة الشغيلة
- 14:30 الجواهري: تعاملات المغاربة ب” الكاش” يرفع نسبة التضخم
- 14:00 مطالب بالتدخل لإنقاذ 6 مغاربة من عقوبة الإعدام في الصومال
- 13:45 منصة “ماسك” تشهد تراجعا في عدد المستخدمين
- 13:30 مبيعات "صوناصيد" تحقق ارتفاعا ملحوظا بفضل أوراش المونديال
- 13:14 السل في المغرب.. حوالي 100 حالة و9 وفيات يوميا
- 13:00 البنك الأوروبي للتنمية يقر استراتيجيته القطرية للمغرب
- 12:52 مهني يكشف سبب تراجع أسعار الدجاج
- 12:44 إدارية أكادير تعزل أصغر رئيسة جماعة ترابية
- 12:30 "بنموسى": مؤسسة محمد السادس تضطلع بدور محوري في الإرتقاء بأوضاع الأبطال المغاربة
- 12:15 نقابة تتهم حكومة أخنوش بـ”الإقصاء” من الحوار الاجتماعي
- 12:00 اسبانيا تعتقل بارون مخدرات مغربي مطلوب في بلجيكا
- 11:30 مجمع الفوسفاط.. رقم معاملات يتجاوز 91 مليار درهم خلال 2023