خبير سياسي يكشف خبايا ومخاطر دعم الجزائر وإيران لـ"البوليساريو" في المنطقة

أفاد الخبير السياسي "مصطفى الطوسة"، يومه الجمعة 17 شتنبر الجاري، في مقال تحليلي نشر على موقع "أطلس أنفو"، بأن تقاطع الجزائر وإيران حول "البوليساريو" من شأنه إثارة جميع المخاوف الأمنية في المنطقة.

وأكد "الطوسة"، أن المعطى البارز الذي يجسد الحمولة الإرهابية لـ"البوليساريو" هو "العناية المفرطة" التي تحظى بها من قبل النظام الإيراني، الذي يروم إمداده بالخبرة القتالية للحرس الثوري عبر "حزب الله" اللبناني. مشيرا إلى أن معالجة القضاء على "أبو وليد الصحراوي"، مؤسس الجماعة المعروفة بـ"الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى"، والذي كانت أولى خطواته الإرهابية في صفوف ميليشيات جبهة "البوليساريو"، لم تغفل أي وسيلة إعلامية استحضار انتماء هذا الأخير للحركة الإنفصالية، "الميليشيات المسلحة بقوة من طرف الجزائر، والتي تنشط في صحراء تتكاثر عليها شتى صنوف المنظمات الإرهابية المخرطة في جميع أنواع الأنشطة الإجرامية".

وذكر الخبير السياسي، بأن "الجزائر، الراعي العسكري الوحيد لـ+البوليساريو+، لديها خبرة قوية في اختراق، إنشاء وتوظيف المنظمات الإرهابية، فقد أبان جيشها عن معرفة وخبرة أكيدة خلال السنوات المظلمة للحرب الأهلية الجزائرية في تسعينيات القرن الماضي، حيث كان عملاء جزائريون يتنكرون في هيئة مسلحين ملتحين قصد ارتكاب جميع الفظائع وترويع الشعب الجزائري". لافتا إلى أن "البوليساريو تعد إذن سلاحا ثمينا في الترسانة العسكرية الجزائرية. فمن حيث الأجندة والممارسات، ليس هناك ما يميزها عن الكيانات الأكثر شهرة في مشهد الإرهاب الدولي"، متسائلا حول ما إذا كان من قبيل المصادفة حقا أن يكون زعيم "داعش" في إفريقيا عضوا في "البوليساريو"؟.

وأضاف، إذا كانت "البوليساريو" تعد ورقة خطيرة في أيدي "مشعلي النيران" الجزائريين، فإن طبيعتها الإرهابية، التي أضحت تجلياتها أكثر بروزا، من المرجح أن تساعد في إنهاء هذا الصراع على نحو سريع من خلال الكشف عن هويتها الحقيقية أمام العالم. معتبرا أنه على الرغم من إقرار هذا المعطى من طرف غالبية الأجهزة الأمنية العاملة في المنطقة، إلا أن "التفاعل بين +البوليساريو+ والمنظمات الإرهابية المسلحة الأخرى تجلى بشكل ساطع في الآونة الأخيرة"، مسجلا أن قتل السائقين المغربيين في مالي بدم بارد، وإعلان القوات الفرنسية لعملية "برخان" عن القضاء على عدنان أبو وليد الصحراوي، "جاءت لتجسيد هذا التواطؤ وتسليط الضوء على الرهانات الأمنية والسياسية في هذه المنطقة".

ويرى المتحدث ذاته، أنه في الوقت الذي وافق فيه المغرب على تعيين الدبلوماسي الإيطالي-السويدي "ستافان دي ميستورا" كمبعوث جديد للصحراء، المنصب الشاغر منذ مارس 2019، فإن هذا العامل الإرهابي من شأنه أيضا تغيير نوع الالتزام بشأن هذا النزاع الإقليمي من قبل المنتديات العالمية من قبيل الأمم المتحدة. ومن المرجح أيضا، أن يشجع أولئك الذين يترددون في إنهاء هذا النزاع الإقليمي بشكل نهائي بين المغرب والجزائر، من خلال الإعتراف الرسمي بسيادة المغرب على صحرائه. وخلص إلى أنه من خلال تقديم مقترح الحكم الذاتي كآلية للخروج من الأزمة، ترك المغرب طوعا الباب مشرعا لقيادة "البوليساريو" لتضع سلاحها وتنضم إلى عملية اندماجها في المملكة. كما أنه من حق المغرب أن يقوم بحملة لدى حلفائه قصد إدراج "البوليساريو" على القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية وممارسة أقصى درجات الضغط الممكنة على راعيتها الجزائر والكشف عن أنشطتها الضارة.

وقتل "عدنان أبو وليد الصحراوي"، العضو السابق في جبهة "البوليساريو"، وزعيم تنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى، ليل الأربعاء الماضي، على يد القوات الفرنسية.