X

تابعونا على فيسبوك

جلالة الملك ينوه بتفاعل القوات المسلحة بـ"الكركرات" لقطع الطریق أمام مناورات المرتزقة

الجمعة 14 ماي 2021 - 12:20
جلالة الملك ينوه بتفاعل القوات المسلحة بـ

بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيسها، وجه جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يومه الجمعة 14 ماي الجاري، "الأمر اليومي" للقوات المسلحة الملكية.

وقال جلالة الملك، بهذ المناسبة والتي تتزامن هذه السنة مع حلول عید الفطر المبارك السعید، نتوجه إلیكم أفراد قواتنا المسلحة الملكیة بمختلف مكوناتكم، البریة والجویة والبحریة والدرك الملكي، معبرین لكم عن أحر تهانينا وسامي عطفنا الأبوي، وعن تقدیرنا ورضانا عما حققتموه من جلیل الأعمال خلال هذه السنة الحافلة بالتضحیة والعطاء، والوفاء لقیمنا الوطنیة الخالدة. إن رمزیة هذا الحدث الوطني المرتبط بمسار تأسیس المغرب الحدیث، لمدعاة لمزید من الفخر والإعتزاز بعراقة جیشنا الباسل وتاریخه الحافل بالأمجاد والبطولات، وبمشاعر الإكبار والإجلال لمن كان لهما الفضل في تأسیس هذا الصرح الشامخ، الملكین خالدي الذكر، جدنا المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، ووالدنا المشمول بعفو الله جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواهما، جاعلین من ھذه المؤسسة العریقة، مدرسة حقة في التربیة على قیم المواطنة بصدق وإخلاص.

وأضاف جلالته، ولقد حرصنا، جریا على المألوف في تقالیدنا العریقة، أن نجعل من ھذه الذكرى الغالیة، محطة سنویة للتقییم واستخلاص الدروس والعبر، وتحدید الأهداف والأولویات، من أجل بلورة وتفعیل المخططات والبرامج المستقبلیة، جاعلین نصب أعیننا التطویر المستمر لقدرات القوات المسلحة الملكیة وتمكینها من الوسائل والتجهیزات، وتكوین وتعبئة أفرادھا وجعلھم قادرین على مسایرة كل المستجدات ورفع التحدیات. إن قوة العزیمة والصمود ونكران الذات التي تتحلون به في مراقبة حدودنا وتأمینھا برا وجوا وبحرا، خصوصا بأقالیمنا الجنوبیة والمناطق الشرقیة، وما تقدمونه من تضحیات في سبیل إعلاء رایة الوطن خفاقة في جمیع ربوع المملكة، سیظل مفخرة لجمیع المغاربة، مهيبین بكم أن تبذلوا المزید من الجهد البناء والتفاني المخلص لتحقیق ما یعمر نفوسكم من إرادة التفوق والإنتصار. 

یسعدنا بصفتنا القائد الأعلى ورئیس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكیة، أن ننوه بشكل خاص بالتفاعل السریع لقواتنا المسلحة مع أوامرنا السامیة لتعزیز الشریط الحدودي "الكركرات"، وفق خطة محكمة لقطع الطریق أمام مناورات المرتزقة. لقد استطعتم بما تمتلكونه من حرفیة عالیة في مجال التخطیط والقیادة والتنفیذ العملیاتي، من دحر المناورات البائسة لأعداء وحدتنا الترابیة، وأظھرتم للعالم أجمع، جدوى ومشروعیة ھذه العملیة النوعیة التي مكنت من ضمان التدفق الآمن للبضائع والأشخاص بین المغرب وعمقه الإفریقي. وإذ ننوه باستماتة أفراد قواتنا المسلحة الملكیة، سواء في الدفاع عن ثوابت المغرب ووحدته الترابیة، أو في مجال مشاركة تجریداتنا في عملیة حفظ السلام، فإننا في ھذه الظرفیة الدقیقة، التي تعرف استمرار تفشي وباء "كوفید-19" على الصعید الدولي، لابد أن نشید بالدور البطولي لأطقم الصحة العسكریة وأطر المصالح الإجتماعیة المرابطة في الجبهات الأمامیة، إلى جانب نظرائهم في المؤسسات الاستشفائیة الوطنیة، وأفراد الوقایة المدنیة والقوات العمومیة، تنفیذا لتعلیماتنا السامیة، بتجندهم لتقدیم الخدمات الطبیة وكذلك خلال العملیة الوطنیة للتلقیح.

وأورد "الأمر اليومي"، ستظل رعایتنا السامیة موصولة بدعم مجهوداتكم والسهر على توفیر التجهیزات الضروریة المناسبة لتمكینكم من أداء مهامكم في أحسن الظروف، في إطار ما سطرناه على المدى المتوسط والبعید، لتبقى قواتنا المسلحة بمثابة العین الساھرة على أمن الوطن، والدرع الواقي للدفاع عن حوزته ومقدساته ومكتسباته. وسنواصل بنفس العزیمة والإرادة، تعزیز قدراتكم ومؤهلاتكم البشریة، وتوسیع آفاقها داخلیا وخارجیا، عبر تسخیر آلیة التعاون العسكري البیني ومتعدد الأطراف بین قواتنا المسلحة الملكیة ومختلف الجیوش الصدیقة، لتبادل الخبرات ومشاركة نتائجها خدمة لقیم التضامن والسلم الدولیین، وتجسیدا لرصیدكم المشرف كشریك فعال وذي مصداقیة في حفظ السلم عبر العالم، بإعتراف الأمم المتحدة خصوصا.

في هذه الذكرى المجیدة، نتوجه للبارئ عز وجل بخالص الحمد والثناء أن ألھمنا توفیقه وسداده لمواصلة السیر على نھج محرر البلاد ومؤسس القوات المسلحة الملكیة، جدنا المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، رحمة الله علیه، ووالدنا المنعم باني المغرب الحدیث جلالة الملك الحسن الثاني، طیب الله ثراه، متضرعین إلى العلي القدیر أن یشملھما برحمته الواسعة، ویسكنھما فسیح جناته مع النبیئین والصدیقین والشھداء والصالحین. كما نسأله تعالى أن یتغمد برحمته شهداءنا الأبرار الذین وهبوا أرواحهم دفاعا عن حوزة الوطن وكرامته، التزاما بالعهد الأوثق في سبیل الحفاظ على وحدته وأمنه وسلامته.

فحافظوا رعاكم الله على میراث الأجداد والآباء الذین سطروا بمداد الفخر والإعتزاز صفحات خالدة من الشجاعة والتضحیات والإخلاص في حب وطنهم، ملتفین حول قائدكم الأعلى، أوفیاء دوما لشعارنا الخالد: الله – الوطن – الملك.


إقــــرأ المزيد