توقيف جمركيين عنفوا مهربين

أصدرت الإدارة العامة للجمارك أخيرا، عقوبات في حق مسؤولين جمركيين قاموا بالاعتداء على امرأتين وشاب من ممتهني التهريب المعيشي بسبتة، بعد ظهورهما في شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، حلت إثره لجنة تحقيق تابعة للمديرية الجهوية للجمارك والضرائب غير المباشرة لجهة طنجة تطوان الحسيمة، الخميس الماضي بمعبر باب سبتة ، وسجلت العديد من التجاوزات، كما كشفت عنه جريدة الأحداث المغربية.

وأفادت المصادر أن إدارة الجمارك قامت بتوقيف جمركيين عن العمل لمدة زمنية محددة، مع إحالتهما على المجلس التأديبي، بعد ثبوت تورطهما في شجار عنيف حول سيارة محملة بالسلع، كما قررت نقل مساعد المسؤول الجمركي الرئيسي بمعبر باب سبتة إلى فاس، في الوقت الذي يظهر فيه الفيديو المتداول المسؤول الرئيسي وهو منهمك في ضرب الشاب بواسطة جهازه اللاسلكي.

وجاءت هذه العقوبات التوبيخية، بعد رصد لجنة التفتيش الجهوية التابعة للإدارة العامة، مجموعة من الاختلالات والتجاوزات المتعلقة بالتدبير والتسيير، عقب تحقيقها في ملابسات الشجار المسجل وشريط فيديو يوثق لحظة صراع بين عدد من ممهتني التهريب المعيشي، والمسؤول الجمركي الرئيسي بالمعبر، إلى جانب جمركيين آخرين، يحاول بعضهم فض الشجار بينما يحرص البعض الآخر على حماية رئيسهم والدفاع عنه، فيما تظل أسباب الشجار مجهولة الحدود الساعة.

وانتشر فيديو على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه مسؤول جمركي وهو يعتدي بالضرب على بعض ممتهني التهريب المعيشي.

ورفع محتجون من ممتهني التهريب المعيشي شعارات تدين هذا السلوك من مسؤول أمني رفيع المستوى، وطالبوا في ذات الوقت تدخل الملك لإنهاء هذه التصرفات التي تسيء للمواطنين.

وارتفعت بشكل ملحوظ في الآونة الاخيرة مظاهر الاعتداء ات والضرب والشطط في استعمال السلطة بمعبر باب سبتة، حيث يشتكي أغلب العابرين من مشاهد فضيعة لاعتداء ات أمنيين وجمركيين، حيث أكد متابعون لشؤون المعبر.

ويسعى المغرب منذ سنوات إلى تحسين صورته الحقوقية أمام المنتظم الدولي، غير أن نقطة باب سبتة تبقى من بين أهم النقط السوداء المسيئة لسمعة البلاد، حيث تصنفها تقارير حقوقية ببؤرة سوداء لهدر كرامة المواطنين وممارسة الجرائم الحقوقية الشنعاء.

وكانت الحكومة المحلية لسبتة عقدت اجتماعا مع السلطات المغربية من أجل التباحث وتحديد أوقات معينة سيسمح خلالها لممتهني التهريب المعيشي بالمرور عبر المعبر الحدودي لسبتة "تارخال"؛ وذلك من أجل تجاوز المشاكل التي تحدث جراء عدم تنظيم المرور عبر هذا المعبر.