X

Video Thumbnail

تابعونا على فيسبوك

تحليل مضامين الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى "المسيرة الخضراء" المظفرة

الاثنين 08 نونبر 2021 - 07:42
تحليل مضامين الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى

في تحليله لمضامين الخطاب السامي، الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس، مساء يومه السبت 06 نونبر الجاري، إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ46 لـ"المسيرة الخضراء" المظفرة، أفاد "محمد بنحمو"، مدير المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، بأن الخطاب الملكي أكد على أن قضية الصحراء هي جوهر الوحدة الوطنية للمملكة، ما يستوجب الإستمرار في التعبئة واليقظة للدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد.

وقال "بنحمو"، إن الخطاب الملكي السامي، بهذه المناسبة، يعتبر أن قضية الصحراء هي قضية كل المغاربة، ويدعو إلى تعزيز وتدعيم كل ما تم إنجازه في هذا الملف في مختلف المجالات. مضيفا أن الخطاب الملكي السامي يؤكد التزام المغرب بالخيار السلمي، وبوقف إطلاق النار، والإستمرار في مواصلة التنسيق والتعاون مع بعثة "المينورسو" في إطار اختصاصاتها المحددة.

وتابع مدير مركز الدراسات الإستراتيجية، أن جلالة الملك أكد، في خطابه السامي، دعم المغرب للأمين العام ولمبعوثه الشخصي للجهود التي يقوم بها، من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية في أسرع وقت ممكن، مردفا أن ذلك "يؤكد مسؤولية وإلتزام المغرب والدور الإيجابي الذي ينخرط فيه، على عكس كل ما يسعى إليه الخصوم، من محاولة لنسف كل المجهودات الأممية، وكل ما من شأنه أن ينتج حلا نهائيا لهذا النزاع المفتعل". مبرزا أن التطورات الإيجابية التي تعرفها قضية الصحراء المغربية، تعزز مسار التنمية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة، "التي تحولت إلى فضاء مفتوح للتنمية والإستثمار بفضل جهود المملكة في هذا الجانب"، مشيرا إلى أن الشركاء الدوليين الذين تربطهم بالمغرب اتفاقيات وشراكات، يعتبرون الأقاليم الجنوبية جزء لا يتجزأ من التراب المغربي.

وسجل الخبير السياسي، أن خطاب جلالة الملك "وجه إشارة قوية، ورسالة واضحة إلى أصحاب المواقف الغامضة والمزدوجة"، بأن المغرب لن يسمح باستثناء أقاليمه الجنوبية من أي اتفاقية أو شراكة اقتصادية أو تجارية. وخلص إلى أن الخطاب الملكي السامي، إذ أعرب عن متمنيات جلالة الملك للشعوب المغاربية الخمسة بالمزيد من التقدم والإزدهار في ظل الوحدة والإستقرار، "دفع حركة التاريخ إلى الأمام، حفاظا على أمن واستقرار وتقدم وازدهار جميع الشعوب المغاربية الخمسة، أمام من يسعون لإحداث جراح في الذاكرة الجماعية لشعوب المنطقة".

من جهته، قال المحلل السياسي "حسن بلوان"، إن الخطاب الملكي كان واضحا ويبعث الثقة والطمأنينة في نفوس جميع المغاربة، بعد تأكيد جلالة الملك أن المملكة لن تتفاوض على مغربية الصحراء، بقدر ما تساهم بجهود صادقة في إيجاد حل سياسي سلمي بدون أضرار. مؤكدا أن الخطاب الملكي تضمن فقرة جد مهمة، وهي أن قضية الصحراء، هي قضية كل المغاربة، والجميع مطالب بالإنخراط للوصول إلى الحل النهائي لهذا النزاع المفتعل.

وأوضح المحلل السياسي، أن ما ميز الخطاب الملكي، هو تجاهل تام للإستفزازات الصادرة من النظام العسكري الجزائري، وهو ما أثبت أن المملكة لا تعير اهتمام للجزائر ولا نية لها في تصعيد الموقف، إضافة لتمني جلالته في ختام الخطاب بأن تحظى الشعوب المغاربية بالرقي والإزدهار، وهي إشارة لإنفتاح المملكة مع جل البلدان المغاربية.

كما أكد "المحجوب الدربالي"، رئيس شعبة القانون بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، أن الخطاب الملكي، بمناسبة ذكرى "المسيرة الخضراء" المظفرة، جدد التأكيد على أن مغربية الصحراء لا نقاش فيها. مضيفا أن جلالة الملك، نبه إلى أن مغربية الصحراء حقيقة ثابتة، بحكم التاريخ والشرعية، وبإرادة قوية لأبنائها، واعتراف دولي واسع.

وزاد المحلل السياسي، أن الخطاب الملكي شدد على المواقف المبدئية للمملكة القائمة على احترام الشرعية الدولية والحل السياسي والسلمي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. مشيرا إلى أن جلالة الملك أكد على واقعية مخطط الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت سيادة المملكة، والتطور الكبير الذي تشهده، كدليل على شرعية القضية الوطنية.

وسجل أن الخطاب الملكي نوه بالعمل السلمي الحازم الذي قامت به القوات المسلحة الملكية لتأمين حرية تنقل الأشخاص والبضائع بمعبر الكركارات، مشيدا بالمهنية العالية والكفاءة والروح الوطنية لهذه القوات.

من جانبه، أبرز "يونس صبار"، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء، أن الخطاب الملكي جاء في سياق خاص، ميزته الحركية الدبلوماسية المغربية وما حققته من نجاحات على المستوى الإقليمي والدولي، وهو ما صار اليوم يعرف بدبلوماسية القنصليات، إلى جانب الخطوات التي تلت ذلك من اعتراف مجموعة من الدول بمغربية الصحراء، وعلى رأسها أمريكا، وهو ما أشار له جلالة الملك في خطابه.

وأضاف "صبار"، أن الشق الآخر للحطاب ركز على الجانب التنموي للأقاليم الجنوبية، وما تحقق ولا يزال من إنجازات وأوراش كبرى بهذه المناطق على كافة المستويات. معتبرا أن الخطاب الملكي أبرز المكاسب والتحديات التي تعرفها القضية الوطنية الأولى، وفي مقدمتها أن مغربية الصحراء هي قضية المغاربة جميعا ولا تقبل النقاش، وهو أمر بديهي يعني أن المملكة في موقف قوة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأنها لن تتفاوض على صحرائها، بل تبحث عن حل سلمي للنزاع الإقليمي المفتعل.

واستطرد أن جلالة الملك دعا في خطابه الشركاء السياسيين إلى الوضوح في مواقفهم بخصوص القضية الوطنية، وربط أي شراكة مستقبلية بشرط أن تكون قضية الصحراء المغربية في صلب أي تعاون قادم، مبرزا أنه تمت الإشارة لبعض الدول أو الشركاء التي تكتنف مواقفهم وتحركاتهم الضبابية تجاه القضية الوطنية.


إقــــرأ المزيد