X

تابعونا على فيسبوك

"الحريرة".. سلطانة المائدة الرمضانية بالمملكة

الاثنين 18 مارس 2024 - 13:15

لا تخلو مائدة الإفطار خلال شهر رمضان بالمغرب من "الحريرة"، إذ تعد من الشوربات الأساسية لأنها وجبة غذائية كاملة حيث تحتوي على الكثير من الفوائد الصحية لجسم الإنسان.

وبحسب "محمد حبيدة"، أستاذ التاريخ الإجتماعي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، فإنها سلطانة المائدة الرمضانية، إذ رغم تنوعها بين المناطق والمواد المستعملة فيها "لكن تبقى الحريرة الرمضانية هي أشهرها على الإطلاق".

وأكد "حبيدة"، أن الحريرة وفق النصوص التاريخية كانت تصنع من القطاني (عدس وحمص) والدقيق وخمير القمح وباقي المكونات التي ما تزال مستعملة إلى اليوم، وكانت في متناول الجميع، سواء تعلق الأمر بطبقة الأعيان أو بعامة الناس، مشيرا إلى أنها تعتبر وجبة غذائية متكاملة لتوفرها على ما يكفي من الفوائد الغذائية، النباتية بالخصوص. 

ولفت أستاذ التاريخ الإجتماعي بجامعة ابن طفيل، إلى أن "لونها كان أصفرا باهتا"، موضحا أن الحريرة "لم تتخذ  اللون الأحمر الشهي الذي يميزها حاليا إلا ابتداء من سنوات الثلاثينيات من القرن العشرين، مع أولى حقول الطماطم التي أقامها المعمرون الأوروبيون بالمغرب خلال مرحلة الحماية".

أما الباحث في الثرات وفنون الطبخ التقليدي المغربي "صلاح شكور"، فأشار إلى أن "الحريرة" هي إحدى أساسيات المطبخ المغربي التقليدي "فهي وجبة غنية ومغذية، تحضر بمجموعة من الخضر والقطاني"، مضيفا أنها تقدم على مائدة الإفطار مرفوقة بالتمر والحلويات المغربية، وهناك بعض الأسر التي تفضل شربها بعد الإفطار.

وأوضح "شكور"، أن مكونات طبق الحريرة هي بالأساس الحمص، العدس، الطماطم، البصل، والكرفس، لكن هناك من أدخل بعض التغييرات على الطبق الأصلي. مشددا على أن الطبخ المغربي بجميع أطباقه هو فن متوارث عن الأجداد، ويعكس التنوع الحضاري والثقافي لبلادنا، كما أن له مكانة مرموقة على الصعيد العالمي.

فيما رجح الباحث في تراث وثقافة الطبخ المغربي "الحسين الهواري"، أن "عمر الحريرة المغربية يعود إلى حوالي 2200 سنة"، دون أن يستبعد الإرتباط الوثيق لميلاد هذه الوجبة بأمازيغ المغرب. مشيرا إلى أنها هي "أقدم طبخة مغربية موثقة في التاريخ".


إقــــرأ المزيد