الجفاف بالمغرب.. هذه أبرز المخاطر الصحية المرتقبة

يواجه المغرب موجة جفاف حادة للسنة السادسة على التوالي نتيجة قلة التساقطات المطرية وارتفاع درجة الحرارة مقارنة بالمعدل، وهو ما ينذر بتعميق أزمة العطش وانتشار أمراض وأوبئة خطيرة.

تأثير الجفاف على الصحة

قال "الطيب حمضي"، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، إن الجفاف يؤثر على صحة الإنسان عبر 5 مستويات أساسية؛ وهي الجهاز التنفسي وسوء التغذية والأمراض المائية، فضلا عن تأثيره على الصحة من خلال الحشرات الناقلة، وتداعياته على الصحة النفسية والعقلية.

وأوضح "حمضي"، أن أمراض الحساسية المتعلقة بالجهاز التنفسي تكثر خلال فترات الجفاف، مشيرا إلى أنه يتسبب في اجتفاف التربة ويؤدي بذلك إلى صعود الجزيئات في الهواء التي تتكاثر وتؤدي بدورها إلى تلوث الهواء وعدد كبير من الأمراض الصدرية والتنفسية.

أضرار استخدام الأسمدة والمبيدات

أكد الباحث في النظم الصحية، أن استعمال الأسمدة والمبيدات الحشرية في فترة الجفاف يؤدي تبخرها السريع في الهواء إلى انتشار أمراض تنفسية كثيرة، بالإضافة إلى أن الحرارة والرياح تجعل عددا من الفيروسات تنتقل على غرار مرض "التهاب السحايا". وسجل أن الجفاف يؤثر على الصحة من خلال سوء التغذية الناتج عن قلة المواد الغذائية، ما يتسبب في نقص المناعة وانتشار الأمراض بسرعة.

انتشار الأمراض والأوبئة

أفاد الخبير الصحي، بأن شح المياه يؤدي إلى انعدام النظافة، لأن الوصول للماء الصالح للشرب يصبح قليلا ما يجعل الأمراض المائية أكثر انتشارا، مشيرا إلى إمكانية انتشار عدد من الأمراض والأوبئة بسبب قلة الماء، واستعمال مياه غير صالحة للشرب (خاصة تعفنات الجهاز الهضمي). كما يؤدي الجفاف إلى ضغط نفسي كبير وانتشار أمراض نفسية وعقلية خصوصا في صفوف الأشخاص الذين يعيشون في البوادي والمزارعين.

تدابير حكومية لمواجهة الجفاف

اتخذت السلطات العديد من الإجراءات التي تقضي بترشيد استهلاك الماء الصالح للشرب، حيث منع نشاط الحمامات خلال أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع، إلى جانب منع نشاط محلات غسل السيارات والمركبات خلال الأيام نفسها، مع منع استعمال الماء الصالح للشرب في هذه العملية. فضلا عن منع الزراعات الصيفية المستهلكة للماء في أقاليم ومناطق معروفة بغنى وتنوع مواردها المائية.

بالإضافة إلى تسريع وتيرة إنجاز مشاريع البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب، ومياه السقي 2020-2027، الذي سيكلف بعد تحيينه غلافا ماليا (موازنة) يبلغ 143 مليار درهم، بغية تأمين التزويد بالماء على نطاق واسع.