X

Video Thumbnail

تابعونا على فيسبوك

الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن تراجع أعداد الأطفال الملقحين عبر العالم

الجمعة 17 يوليو 2020 - 18:01
الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن تراجع أعداد الأطفال الملقحين عبر العالم

حذرت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من انخفاض مثير للقلق في عدد الأطفال الذين يتلقون اللقاحات والتطعيمات المنقذة للحياة في العالم، لافتة الي أن هناك تعطل في خدمات التطعيم والانتفاع بها نتيجة لجائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19.

ووفقا لبيانات جديدة صادرة عن منظمة الصحة العالمية واليونيسف، فإن حالات التعطل هذه تهدد بعكس اتجاه التقدم المحرز نحو إتاحة مجموعة أوسع من اللقاحات لعدد أكبر من الأطفال والمراهقين، وهي جهود عانت بالفعل من توقف التغطية لمدة عقد من الزمن.

وتظهر أحدث البيانات بشأن تقديرات التغطية باللقاحات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية واليونيسف في عام 2019 أن التحسينات المحققة، مثل توسيع نطاق اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري ليشمل 106 بلدان وتوفير حماية أفضل للأطفال ضد المزيد من الأمراض، معرضة لخطر الإنتكاس.

وتشير البيانات الأولية للأشهر الأربعة الأولى من عام 2020 ، علي سبيل المثال، إلى انخفاض كبير في عدد الأطفال الذين تلقوا 3 جرعات من اللقاح المضاد للسعال الديكي والديفتيريا والتيتانوس ، ولأول مرة منذ 28 عاما، قد يشهد العالم انخفاضا في مستوى التغطية باللقاح الثلاثي المضاد للخناق والكزاز والشاهوق، بوصفه مؤشر مستوى التغطية بالتمنيع داخل الدول وفيما بينها.

وقال الدكتور "تيدروس أدحانوم"، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن اللقاحات تعد من أقوى الأدوات في تاريخ الصحة العامة، ويجري حاليا تطعيم المزيد من الأطفال أكثر من أي وقت مضى، غير أن هذه المكاسب أصبحت عرضة للانتكاس نتيجة للجائحة.

وأكد مدير المنظمة أن المعاناة والوفاة اللذين يمكن تلافيهما والناجمين عن عدم تلقي الأطفال التطعيم الروتيني، قد يكونا أكثر جسامة من الاصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19 نفسه، ولكن لا يجب أن يكون الوضع على هذا النحو، إذ إنه يمكن إعطاء اللقاحات بكل أمان حتى أثناء الجائحة، داعيا الدول إلى ضمان استمرار هذه البرامج الأساسية المنقذة للحياة.

وأوضحت المنظمة حالات التعطل الناجمة عن جائحة مرض كوفيد-19، حيث أن هناك ما لا يقل عن 30 حملة تطعيم ضد الحصبة أُلغيت أو معرضة لخطر الإلغاء نتيجة لجائحة مرض كوفيد-19، مما قد يتسبب في حدوث المزيد من الفاشيات في عام 2020 وما بعده.

واستنادا إلى مسح نبضي جديد مشترك بين اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والتطعيم " Gavi"، أُجري بالتعاون مع مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، ومعهد سابين للقاحات، وكلية بلومبرغ للصحة العمومية التابعة لجامعة جونز هوبكنز، أفادت ثلاثة أرباع البلدان المشاركة في المسح، والبالغ عددها 82 بلدا، بحدوث حالات تعطّل في برامجها المتعلقة بالتطعيم بسبب جائحة كورونا المستجد كوفيد-19 منذ مايو 2020.

وأوضحت المنظمة أن هناك أسباب مختلفة لتعطل خدمة التطعيمات، وحتى عندما تُقدم الخدمات، فإنه يتعذّر على الناس الحصول عليها بسبب إمتناعهم عن مغادرة المنزل، أو توقف وسائل النقل، أو الصعوبات الاقتصادية، أو القيود المفروضة على الحركة، أو الخوف من التعرض لأشخاص مصابين بمرض كوفيد-19، بالاضافة الي أن العديد من العاملين الصحيين غير متيسرين بسبب القيود المفروضة على السفر أو إعادة توزيعهم للعمل بمهام الاستجابة لمرض كوفيد-19، فضلا عن نقص معدات الوقاية.

وقالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف: "لقد جعلت جائحة مرض كوفيد-19 التطعيم، الذي كان في الماضي أمرا روتينيا، تحديًا صعبا، ويجب علينا أن نتفادى استمرار تدهور التغطية باللقاحات وأن نستأنف برامج التطعيم بشكل عاجل وإلا فإن أمراضا أخرى ستعرّض حياة الأطفال للخطر، حيث لا يمكننا استبدال أزمة صحية بأخرى".

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنه قبل اندلاع جائحة كورونا المستجد كوفيد-19توقف التقدم في التطعيمات عند 85 %، بالنسبة لكل من اللقاح الثلاثي المضاد للسعال الديكي والديفتيريا والتيتانوس واللقاح المضاد للحصبة، موضحة أن احتمال أن يتلقى طفل مولود اليوم التطعيم الكامل بجميع اللقاحات الموصى بها عالميا عند بلوغه سن الخامسة يقل عن 20 %.

ولفتت المنظمة الي أنه في عام 2019، لم يتلق ما يقرب من 14 مليون طفل التطعيم باللقاحات المنقذة للحياة، مثل اللقاح المضاد للحصبة واللقاح الثلاثي المضاد للسعال الديكي والديفتيريا والتيتانوس، ويعيش معظم هؤلاء الأطفال في أفريقيا، ومن المرجح ألا يحصلوا على خدمات صحية أخرى، ويتركز ثلثا هؤلاء في 10 بلدان متوسطة ومنخفضة الدخل هي: أنغولا والبرازيل وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا والهند وإندونيسيا والمكسيك ونيجيريا وباكستان والفلبين، ويمثل الأطفال في البلدان المتوسطة الدخل نسبة متزايدة من العبء.

وأكدت المنظمة علي إحراز بعض التقدم في مجال التطعيمات، حيث ارتفع معدل التغطية الإقليمية بالجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للسعال الديكي والديفتيريا والتيتانوس في جنوب آسيا بمقدار 12 نقطة مئوية على مدى السنوات العشر الماضية، لاسيما في الهند ونيبال وباكستان، ولكن هذا التقدم المحرز قد يتراجع بسبب حالات التعطل الناجمة عن جائحة مرض كوفيد-19، كما أن البلدان التي سجلت تقدما كبيرا، مثل إثيوبيا وباكستان، أصبحت الآن معرضة لخطر الانتكاس إذا لم تستأنف خدمات التطعيم في أقرب وقت ممكن.

ونصحت المنظمة بضرورة استئناف الخدمات حتى يتسنى للبلدان تقديم خدمات التمنيع الروتيني بكل أمان أثناء جائحة مرض كوفيد-19 من خلال الالتزام بتوصيات النظافة والتباعد الجسدي وتوفير معدات الحماية للعاملين الصحيين، ومساعدة العاملين الصحيين على التواصل بنشاط مع مقدمي الرعاية.


إقــــرأ المزيد