إسبانيا تشيد بـ"المستوى العالي من الثقة المتبادلة" مع المغرب

تم الأربعاء 04 شتنبر الجاري بالرباط، إجراء مباحثات بين وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ونظيره الإسباني ‫فرناندو غراندي مارلاسكا، تمحورت حول تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الهجرة ومحاربة الإتجار بالمخدرات والإرهاب.

وعقب هذا اللقاء، أبرز لفتيت، أن مباحثاته مع وزير الخارجية الإسباني، تطرقت إلى عدد من القضايا ذات الإهتمام المشترك، لاسيما الهجرة ومحاربة الإتجار في المخدرات والإرهاب. واصفا العلاقات القائمة بين المغرب وإسبانيا بـ"الممتازة"، مضيفا أن البلدين يتخذان القرارت التي تهمهما في إطار "تعاون وثيق". 

من جهته، أشاد الوزير الإسباني بـ"المستوى العالي من الثقة المتبادلة" القائمة بين بلاده والمغرب والذي مكن من دعم وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. مبرزا أن "التعاون بين إسبانيا والمغرب جد ممتاز" ويشمل مواضيع وقضايا حساسة مثل تدبير تدفقات الهجرة ومكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب. مشددا على أن "الدعم القوي والتعاون الوثيق للسلطات المغربية كان حاسما ولا محيد عنه في الحد من ارتفاع وتيرة الوافدين (من المهاجرين غير الشرعيين) على الساحل الإسباني"، مؤكدا على "التعاون العملياتي والفعال" بين قوات الأمن الإسبانية والمغربية في مكافحة شبكات الهجرة غير الشرعية.

وأوضح الدبلوماسي الإسباني، أن "إسبانيا تشدد دائما لدى المؤسسات الأوروبية على الأهمية القصوى للمغرب كشريك استراتيجي في مجال الهجرة وغيرها من المجالات الأخرى". مذكرا بعملية تسوية وضعية المهاجرين التي باشرتها المملكة وأسفرت عن "استفادة أزيد من 50.000 مهاجرا من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء"، مضيفا أن المملكة تعرف بدورها "ضغطا" مهما في مجال الهجرة.

وفي ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، ثمن غراندي مارلاسكا، "المستوى العالي من التفاهم والثقة" بين البلدين والذي يسمح بـ"تنفيذ عمليات مشتركة" ضد الخلايا الإرهابية. معتبرا أن الأمر يتعلق بتعاون وتنسيق منذ أمد طويل بين المصالح الأمنية للبلدين، أثمر تفكيك عدد من الشبكات والخلايا الإرهابية ومنع تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية، واصفا النتائج المحققة في هذا المجال بـ "الرائعة".

وعرفت العلاقات المغربية - الإسبانية طيلة عدة سنوات حالة مد وجزر، إذ تحدث توترات بين البلدين من حين لآخر بسبب احتلال السلطات الإسبانية لمدينتي سبتة ومليلية التي يطالب بها المغرب. لكن رغم هذه التوترات فهناك استمرار للتعاون الإقتصادي والأمني بين البلدين، وهناك أيضا مصالح مشتركة في مكافحة الإرهاب، مكافحة المخدرات، وبذل الجهود الرامية إلى وقف الهجرة غير الشرعية، لا سيما بعد قيام المغرب بمساعدة السلطات الإسبانية في التحقيق في 2004 في التفجيرات في مدريد، وانضمام الدرك المغربي إلى الدوريات الإسبانية لمكافحة الهجرة غير الشرعية في مضيق جبل طارق.