بينها المغرب.. تعاون بين صناديق الإيداع والتدبير في أربع دول

جرى يومه الخميس 02 ماي الجاري بمقر صندوق الودائع والقروض الإيطالي بروما، عقد اجتماع بين المدراء العامون لصناديق الإيداع والتدبير للمغرب "خالد سفير"، وفرنسا "إيريك لومبار"، وإيطاليا "داريو سكانابييكو"، وتونس "ناجية الغربي"، جددوا خلاله التأكيد على طموحهم المشترك في تحديد الحلول للإستجابة بشكل جماعي للتحديات التي تواجه الحوض المتوسطي.

وبالمناسبة، تم "الإتفاق على إنشاء إطار دائم للتشاور (CPC)، للتمكن من جهة، من تبادل الممارسات الفضلى والخبرات بين الصناديق، ومن جهة أخرى، تشجيع التفاعلات مع المنظومة المالية المتوسطية لتعزيز تنفيذ مشاريع ملموسة ذات تأثير مباشر على السكان". وفق ما ذكر بلاغ لصندوق الإيداع والتدبير بالمغرب.

وأكد البلاغ، أنه باعتبار صناديق الإيداع المغربية والفرنسية والإيطالية والتونسية أعضاء في منتدى صناديق الإيداع فهي تحافظ على علاقات وطيدة وغنية تنبني على الثقة والاحترام المتبادلين وتقوم على أساس قيم ومبادئ مشتركة، مشيرا إلى أنه بفضل هذا الحوار القوي والبناء وفي ضوء التحديات التي تواجه الفضاء الأورو متوسطي، عملت هذه الصناديق منذ انعقاد المؤتمر السابع لمنتدى صناديق الإيداع بأبيدجان في شتنبر 2023 على إطلاق دينامية تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك.

وأضاف أنه علاوة على تآكل السواحل وارتفاع مستوى المياه والتصحر والإجهاد المائي، إلخ، كل هذه الظواهر منتشرة فعليا وتعيشها العديد من البلدان، لافتا إلى أنه بالإضافة على هذه التحديات البيئية، هناك المشاكل المرتبطة بالمجالات الإجتماعية والإقتصادية والطاقية التي ازدادت تفاقما في السنوات الأخيرة بسبب جائحة "كوفيدء19" والحرب في أوكرانيا.

وبالمناسبة، شدد "خالد سفير"، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، على ضرورة اغتنام هذه الفرصة لتوجيه صناديق الإيداع نحو مسار التنمية المستدامة.

وأضاف "سفير": "إذا أردنا أن يكون لدينا عالم أفضل في المستقبل، وبعيدا عن إعلان المبادئ، علينا في صناديق الإيداع أن نتبنى طموحات جديدة ونفكر بلا شك في أساليب عمل جديدة. فالمرحلة الجديدة تتطلب استراتيجية جديدة. يجب أن يكون أفقنا هو دعم كل هذه التحولات من أجل رفاهية الأجيال القادمة".

من جهته، قال الفرنسي "إيريك لومبار": "يسعدني أن تكون قضايا المناخ والبيئة في قلب مناقشاتنا بين مؤسسات الإيداع المتوسطية. ولمواجهة التحديات غير المسبوقة التي تواجه المنطقة، لا بد من العمل الجماعي والحازم. وهذا هو الغرض من هذا الإجتماع ومن التزامنا مع زملائي الإيطاليين والمغاربة والتونسيين". 

كما أكدت المسؤولة التونسية "ناجية الغربي"، على ضرورة توجيه الإجراأت نحو مسار التنمية المستدامة. وذكرت أنه من أجل بناء مستقبل أفضل، لا بد من تبني طموحات جديدة وإعادة التفكير في أساليب العمل. مردفة "يجب أن يكون أفقنا موجها نحو دعم التحولات الضرورية لرفاهية الأجيال القادمة ولكي يكون لعملنا تأثير. وبصفتنا أعضاء في منتدى رؤساء المؤسسات، فإننا نشارك هذا الإلتزام بالعمل الجماعي والحازم لمواجهة التحديات المتعددة التي تواجه منطقتنا".

وذكر المدراء العامون لصناديق الإيداع بشكل عام بمدى أهمية نموذج "صندوق الإيداع" كمؤسسة قادرة على تعبئة الموارد المحلية لتوفير التمويل على المدى البعيد لمشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وأكدوا على اعتزامهم المساهمة التامة والفعلية في مختلف المحافل الدولية لتعزيز النقاش حول تمويل التنمية والتحولات البيئية والرقمية، وعيا منهم بالدور الرائد الذي تلعبه صناديق الإيداع كأداة مالية ناجعة لتحقيق هذه الأهداف.

ويعكس هذا الإجتماع الأول المنعقد بروما على مستوى المدراء العامين بوضوح الطموح المشترك الرامي إلى تحديد الحلول المؤدية إلى التصدي الجماعي للتحديات الكبرى التي تواجهها منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وعلى رأسها الانحباس الحراري، في حين أن التنوع البيولوجي البحري والساحلي في البحر الأبيض المتوسط، الفريد من نوعه في العالم، أصبح في خطر شديد.

صندوق الإيداع والتدبير (المغرب)

تم إنشاء الصندوق عام 1959 ومقره الرباط، وقد شكل حافزا للإستثمارات الطويلة الأمد مع تطوير خبرة فريدة من نوعها في تنفيذ المشاريع الكبرى.